قديماَ قال أحد الحكماء: إذا كنت تقرأ ما يعجبك فقط فإنك لن تتعلم أبداَ! وقيل أيضاً أنه عندما تتبدل المفاهيم فحتماَ ستتغير القناعات! وهناك اتجاه شاع في الوسط الفني بما يمكن تسميته (حزبنة) النجوم فأصبح هناك حزب تامر وحزب حماقي ومن قبلهم حزب عمرو وحزب فؤاد وغيرها من أحزاب إليسا ونانسي وروبي! حتى تطور التعصب والتشدد لحلفاء هذه الأحزاب فلا يرون إلا نجمهم ولا يسمعون إلا صوته ويغضون البصر عن أي شكل اَخر من أشكال الفن.. ولأن العبرة أصبحت بالتواجد من حيث كم وعدد الألبومات والكليبات واللقاءات والحوارات والحفلات والأفراح والمجالس فقد أصبحت الساحة الغنائية كلها نجوم! حتى هؤلاء الذين لم تتجاوز أعمارهم الفنية شهور قليلة.. وبدى وكأنه لم يعد هناك مكان للفن.. النجومية فقط ولاسواها! فعندما يتطلع الناس للنجوم في السماء فإنهم غالبا لايشعرون بماحولهم على أرض الواقع..
كان لابد أن أبدأ بهذه المقدمة في تحليلي للألبوم الجديد الذي يجسد عودة قوية لمحمد محيي بعد غياب خمس سنوات عن الساحة (الفنية).. نعم أعترف "وقد يعترف معي البعض" أن محمد محيي ليس نجماً! ولكن قد أخذتني الغيرة الشديدة والإستياء مما رأيته وقرأته بعيني في الأيام الماضية.. ففجأة أصبح لمحمد محيي روابط ومنتديات ومواقع ومحبين وعشاق وكأنه وليد جديد في الساحة الغنائية! وأرجو ألا يغضب البعض من كلامي ويقول قائل أن محيي له جمهوره ومحبيه منذ زمن لكنه غير متواجد ويغيب فترات طويلة عن الساحة.. فبرغم صحة هذه المقولة إلا أن الحب منقوص والدعم متخاذل.. وإذا عدنا إلى الماضي القريب جداَ فإنه لم يكن هناك رابطة واحدة عندما طرح محيي أغنيته الفردية (اتخنقت) منذ مايزيد عن عام تقريبا! كما أن ألبوم (صورة ودمعة) الذي كان من أعلى الألبومات مبيعاَ في الألفية الجديدة "وإسألو نصر محروس" بقدر ما كان له صدى كبير من النجاح بقدر ما كان فرصة لوضع إسم محيي في مصاف النجومية المطلقة أو كما يمسها البعض (العالمية).. وهو مالم يحدث لأسباب إعلامية وجماهيرية وغيرها.. والواقع أن محيي ظهر للجمهور منذ عام 1990 مع جيل كامل من زملائه مثل هشام عباس و إيهاب توفيق.. وفي المقابل فإن أحد مطربي الجيل الذي لايزيد عمره الفني عن خمس سنوات له روابط ومنتديات وأندية وأحزاب وشلل ومدافعين ومهاجمين وترسانة! أرجو فقط أن يستمع بعض العقلاء لكلامي وألا تمر الشهور بعد نزول الألبوم فينفض المولد وتخفت الضجة وننسى أو "نتناسى" هذا الفنان الذي كان كل ذنبه موهبة تنازعها منتجي الكاسيت فتبعثرت مابين غياب إعلامي وتجاهل جماهيري!
•(مظلوم) هو عنوان الألبوم ورسالة قد تكون مقصودة "أو لاتكون" من محيي للجماهير والنقاد والفنانين.. رسالة عتاب لمن طرب لهم إبتعاد محيي عن الساحة ونداء لجمهور ظلم محيي بعدم الإلتفات لفنه أو نسيانه.. ودعوة لفتح صفحة جديدة مع الجميع .. (مظلوم) هي أيضاَ الأغنية الرئيسية للألبوم بلحن شعبي صعيدي جميل للوجه الجديد (الريس حنفي) يبدأ اللحن في مقام الكرد ورغم أن ألحان هذا المقام لاتطرب غالباَ إلا أن التمكن الصوتي والغنائي لمحيي أعطى للحن نكهة طربية شعبية.. ويحسب لمحيي أيضاَ أداء كلمات شعبية صعيدية بحرفية شديدة مثل: لايف، الهدد، حس بني، دراويشك، دوغري.. أما التوزيع الموسيقي فأثبت أن فهد قد عاد لفورمته الحقيقية.. فكان التوزيع هو زينة الأغنية بتنوع الأدوات الموسيقية مابين ربابة ومزمار وكمان وجيتار على خلفية إيقاعية مكونة من دف وبيز.. الأغنية تستحق 10 درجات كاملة
•(مظلوم ريمكس) لم تأت بجديد سوى التوزيع الإيقاعي "التيكنو" والمداخلات الغنائية بصوت الريس حنفي التي لم يتضح من خلالها بعض الكلمات.. ولكن يحسب للموزع فهد أيضاَ الحفاظ على الترابط النغمي مابين لحن صعيدي شعبي وإيقاع غربي سريع.. الأغنية تستحق 6 درجات